- القلعة الكبرى – موقع القلعة- كتب حسن بن علي*
بعد القرار الحكومي بتأجيل بمنع الاجتماعات العامة وتأجيل التظاهرات الثقافية و غيرها خلال ا الأسابيع الأخيرة بسبب تطور الوضع الوبائي بالبلاد عادت المؤسسات الجمعيات الثقافية الى مزاولة نشاطها و في هذا الإطار تنظم جمعية علوم وتراث بالقلعة الكبرى يوم الأحد 06 جوان بفضاء نادي الأطفال بالمدينة الدورة الأولى “لأيام القلعة للخزف التقليدي و الفني” و ستتضمن هذه التظاهرة ندوة فكرية و ورشة تكوينية و معارض فنية
* الخزف التقليدي و الفني بجهة الساحل :
تحت عنوان الخزف التقليدي و الفني بجهة الساحل تنتظم أشغال ندوة فكرية تتضمن مداخلة أولى للمهندس الأستاذ فريد قاسم حول الخزف الفني و مداخلة ثانية للدكتور محمد الصغير قايد مدير المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة بعنوان تاريخ الخزف في تونس و في تقديمه لهذا الموضوع قال الدكتور قايد “
شهدت تونس عبر العصور تطورا ملحوظا في صناعة الخزف وذلك لوجود العديد من مكامن الطين الذي يعتبر المادة الأولية في هذه الصناعة.
فمنذ الحضارة الكبسية (نسبة لمدينة قفصة بالجنوب التونسي) طوع إنسان العهد الحجري الحديث (أكثر من 6000 سنة قبل الحاضر) الطين لصنع الدمى والأواني الفخارية التقليدية التي مازالت متداولة إلى يومنا هذا ويحتفظ متحف باردو بدمية مصنوعة من الطين تعود إلى هذه الحقبة.
وواصل الإنسان الأمازيغي صنع أواني من الفخار بطريقة التطويع وتطلى غالبا بطلاء طبيعي مستخرج من النباتات أو المعادن. ولقد جلب الفينيقيون الدولاب لصنع أدوات خزفية نفعية وجرار كبيرة الحجم كانت قد استعملت للعديد من الغايات وخاصة منها تصدير زيت الزيتون والخمور والحبوب…
وفي العهد الروماني طور الخزافون صناعة الفخار وذلك باستعمال طلاء احمر اللون وهذه النوعية من الخزف تسمى خزف السجيل .
وفي فجر الحضارة الإسلامية شهدت مدينة القيروان نقلة نوعية في العهد الاغلبي إذ أنها بنيت بالأجر الملآن وغطت بعض من أحيطها بنوعية من الجليز المطلي بألوان زاهية. وفي العهد الفاطمي طلي الخزف برسوم الحيوانات والبشر وطغى اللون الاخضر على جل الخزفيات”.
وفي العهد الحفصي كانت منطقة القلالين مشهورة بصناعة الفخار والخزفيات المزدانة بصور الحيوانات والمطلية بطلاء أزرق اللون وكان للأندلسيين المرسكيين الدور الهام في تطور صناعة الخزف وخاصة منها الجلـــيز حيث ادخلوا الى البـــلاد التونسية تقنيــة كواردا سيكا : (cuerda secca ) ”
و سيقدم الصناعي عبد السلام خميس شهادة بعنوان خزف المكنين من المحلية إلى العالمية و للإشارة فان وحدة إنتاج الخزف بالمكنين تأسست عام 1920 و اكتسحت متوجاتها عديد الأسواق الخارجية الى جانب مشاركتها في عديد المعارض الوطنية للصناعات التقليدية بسوسة و الكرم والساحلين و صفاقس
أما الشهادة الأخرى فستكون للرسام العالمي محمد الزواري تحت عنوان المدلول الفني للجدارية المنجزة سنة 2002 من طرف مهرجان الزيتونة الدولي بالقلعة الكبرى بادارة الأستاذ عبد العزيز بلعيد و بلدية القلعة الكبرى برئاسة المهندس عبد العزيز مبروك
و سيشارك في أشغال هذه الندوة ايضا ممثلون عن
– المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة و المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بسوسة و المندوبية الجهوية للسياحة بسوسة و المندوبية الجهوية لشؤون المرأة و الآسرة و الطفولة و كبار السن بسوسة و وكالة احياء التراث و التنمية الثقافية بالساحل
ورشة تكوينية و معارض فنية
تعميقا للوعي بأهمية المخزون التراثي لبلادنا تنظم جمعية علوم وتراث بالقلعة الكبرى في اطار الدورة الاولى لأيام القلعة للخزف التقليدي و الفني ورشة تكوينية ينشطها الفنان التشكيلي وليد بن جاء وحدو من المكنين لفائدة رواد نادي الأطفال و تلاميذ المدارس الابتدائية ( غرة جوان , و الحي الجديد 9 أفريل و المنصورة )
كما سيتم تنظيم مجموعة من المعارض على غرار معرض منتوجات السيد عبد السلام خميس ( المكنين) و معرض الفن التشكيلي للرسامة ضحى الخشتالي ( القلعة الكبرى) و معرض منتوجات الخزف و الفخار المحلي و معرض وثائقي لجمعية علوم و تراث