معهدي محمد بوفارس
|
قصة اجتماعية : معهدي
… ربطت حماري قرب الدرجات و دخلت أجري نحو فصلي.. اعترضني المدير أوقفني بعلامة ” ستوب” يدوية و قال لي إلى اين يا أشعث … ياحافي القدمين…
و نظر إلى حماري و قال مضيفا : و ماذاك الذي ربطته هناك؟..
فاجبته وأنا ارتجف من صولته المصطنعة:
-صباح الخير : سيدي… الوقت يفرض علي أن ألتحق بفصلي الآن…ثم إذا شئت أن تسألني فبعد الدراسة
-أه هذا جميل…قلت لك: ماذاك؟
-أه ذاك أو تلك ؟ تلك سيارتي…
أقطن بعيدا عن المعهد و ليس لي دراجة و لا ( ب م )…لي فقط ذاك الحمار … هو دراجتي…
و سيارتي… و حافلتي… و كل شيء …لولاه لما إستطعت أن آتي…و أن أنهل من مشارب العلم بمعهدكم الموقر…لولاه لما أمكن لي أن أعيش: كل صيف أحمله إلى الشاطئ : و ” يصوره ” السياح… و يتنقلون عليه… و يمنحونني… أجري و أجره…أه سيدي لو تراهم و هم يربتون على رقبته… و هم يشكرون ركوبه الهادئ… و المريح… و يشكرون سيره الحثيث…
أه سيدي لو تركبه و ترى انه أحسن من سيارة… لا يتعطل أبدا…و لا يتعرض إلى عطب: مرة واحدة : ركله إبن سلالته برجل أفقده و عيه لأنه أراد ممازحة ” عقيلته” الأتان… و هو لايتأخر أبدا…كحافلات شركة النقل… المجنونة…و هو لايحمل الزائد واحد فقط.
-كفى ثرثرة… من اليوم يجب حذف هذا الحمار: الا يكفي الحمير الذين ندرّسهم…
– عفوك ، سيدي…سأكتري له إصطبلا خارج المعهد…
و نظر إلى كتبي و أردف قائلا :
-في أي سنة أنت ؟
-في الثالثة مهني؟؟