قلعة الأمس واليوم

قلعة الأمس واليوم

أ. محمد علي بن عامر

 

أنت الذي يهواك وجداني يا عالي المقدار و الشان
العشق أشجاني فأبكاني يا قلعة في القلب موقعها
تزهو بألوان و أفنان يا قلعة بالأمس زاخرة
أنت المنى لو طال حرملني يا موطنا بالحب نذكره
و الحاضر في العزّ والشّان تاريخك بالمجد مفخرة
و الطيب من مسك و ريحان النور في أرجاك مؤتلق
أهلي و أترابي و خلاني مثوى أحبّ الناس لي دفنوا
حبلي بأشعاري و أوزاني و مواهبي نبغت هنا دررا
أيّام أفراحي و أشجاني بالحبّ في أدهى الرّؤى حفلت
بين الضلوع و قلبي الحاني بلدي لأنت الرّوح  كامنة
خضرًا بزيتون و رمّان أملي أرى تلك الرّبى أبدا
بالأمس في تلّ ووديان تلك البساتين التي رفلت
أمدا مع أهل و خلاّن عشنا بها حلو الهوى حلما
ثملي بأزهارو قحوان ونسائم باللّيل عابرة
للّهو أو درس و الحان نمضي و عشق النجم يجمعنا
تحكي وصالا بعد هجران كلّ له في الحب أغنية
تأتي سجالا دون ديوان و ظريف أخبار بلا صحف
بحبيبها في ظل نسيان عن ذاك أوثلك التي ذهبت
أعجوبة في طيّ كتمان أو حادثات في الحمى بقيت
ما مثلها في أرض حيوان عن دابّة في الأرض سائبة
من آفة آلت لخسران عن صابة الزيتون لو سلمت
فوق الحجى أو كلّ تبيان قومي لهم في السّرد موهبة
من نسج أوهام و أذهان يأتوك بالإعجاز في قصص
عيد الضحى في ظلّ جدران للشاي في حلقاتها مُتع
إلا التّلهي كلّ أحيان عند المسا لا شيء يشغلهم
صيدا و أبطالا لميدان أرض النضال لثورة صنعت
بمفاخرَ جلت و ألوان صفحاتك الغرّاء حافلة
و الناس في شغل و نسيان هل ينفع الشعراء ما نظموا
مما تعني النفس من شان لكن لهم في الشعر ملتجأ
فهي التي غذّت بألبان أوصيك بالأوطان يا ولدي
تزهو بعرفان و فرقان وهي التي آوتك من غِير
ما حيلتي فيما تولاّني يا بلدتي الأشواق حارقة
أحرى بنا الآتي بحسبان عشنا على الماضي نمجّده
فخر لنا في  كلّ  أزمان ما بين ماضينا و حاضرنا
ضاع الرّجاوَا ذُلّ أوطان حزني على وطن بلا أمل
في ظلّ تعتيم و خذلان في موطني الأوضاع موجعة
مآتاه من حق وبطلان كل وراء المال يطلبه
من دولة باءت بخسران و الشعب في غلب و في عنت
ما همّهم منجاة أوطان من ساسة في الحكم مطمعهم
وشبابنا في بحر أحزان أجواؤنا غيم على ظلم
مابين مطراق وسندان من أمّة في الدّين غارقة
من سلطة تعفو عن الجاني من جور أحزاب على ثقة
ألقت بها في فكّ ثعبان أوطاننا في كفّ شر ذمة
كم دوّخوا فكرا ببهتان إن تستمع تعجب بمنطقهم
والناس من سود و خصيان هم سادة من طينة شرفت
هم علية في القول و الشان هم أغنياء و شعبهم همج
أو يتقي شرّا بإحسان ما عاد من يرعي له ذمما
شتى تعدّت كل حسبان من جمّعوا الأموال من سبل
واستبدلوا مالا ببنيان من بيضوا أموالهم و بغوا
يرجى لهم نفع لأوطان عن منكر لا ينتهون ولا
ورموا بنا في نار بركان من حمّلونا عبء ما حملوا
في غزو عقبان و غربان جاؤوا من الأصقاع في نهم
شعبا يعاني كل حرمان ذهبوا بأطماع ممنهجة
فالشعب أمسى شبه عريان رفقا بنا إنا لكم تبغ
علّي مطيلا همس وجداني يا إخوتي في  الهم معذرة
لابدّ أن أزجي نصح إخواني فاليوم راح العمر مرتحلا
أنتم أساس كل عمران لا تتركوا الأوطان خالية
باليت نحي العمر من ثان كان المنى عود على زمن
ما كان ولىّ طيّ أكفان تلك أمانيُّ الصبا عبرت
باق على رغم المدى الفاني نمضي و لكن أنت يا بلدي
تفدي حمانا بالدّم القاني مازال حبّ الأرض مبدأنا
ما أنت إلا جزء إنسان من أنت إن جُرّدت من وطن
من شرّ أجحاف و عصيان يا ربنا نرجوك مغفرة
حربا على ظلم وعدوان هب شعبنا سلما تجنبه
أوطانها من طول حرمان يسر لأجيال لنا هجرت

Share This:

Leave a Reply