مقال

ببادرة من جمعية علوم و تراث بالقلعة الكبرى

“ندوة المرأة…تحديات و انجازات”تشخيص للوضع و دعوة إلى تحيين رؤيتنا لقضايا المرأة

*القلعة الكبرى/موقع القلعة
كتب حسن بن علي

”  ينتظر العالم وخصوصا المجتمعات العربية انتصار نضالات المرأة من أجل نيل المكانة التي تستحقها ، ليمضي بعد ذلك في بناء عالم جديد، توجه طاقات كلّ أفراده في مواكبة ومواجهة رهانات العصر المتجددة، إذ لا يمكن لأي مجتمع أن يتجاوز عقباته ويمسك بزمام أموره بأيد مبتورة أو شبه معطلّة. من هذا المنطلق، نرى أنّه من الطبيعي بل من البديهي أن تتكاتف جهود المرأة والرجل جنبا إلى جنب من أجل تخليص المرأة من المكبّلات المسلّطة عليها على مدى العصور، ونقدّر أن ذلك يتطلب مزيدا من الوعي بالحقوق والحريّات لجميع أفراد المجتمع عل حدّ سواء.” هذا ما أكدته ايمان ابن الحاج عضو جمعية علوم و تراث بالقلعة الكبرى  في افتتاح تظاهرة ”المرأة …تحديات و انجازات” التي انتضمت مؤخرا بالقلعة الكبرى .و أضافت المتحدثة قولها:”إن المتبصر في مجتمعنا و بالمقارنه مع مجتمعات أخرى نستنتج أنّنا كنا سبّاقين في تناول قضية النهوض بالمرأة في المجتمع بجدية وثبات، ولنا في ذلك محطّات متعددّة من أهمّها نِبْراسنا في هذا المجال ألا وهي “أروى القيروانيّة” وكتاب الطاهر حداد “امرأتنا في الشريعة والمجتمع” وصولا إلى مجلّة الأحوال الشخصيّة…ولئن حققت المرأة التونسية نجاحات في سَنّ القوانين التي تحميها وتضمن لها أدنى حقوقها لكنّها مازالت تواجه على ارض الواقع العديد من العراقيل إن لم نقل اضطهادات في علاقتها بالعائلة وبالمجتمع وبالمشرّع.  ولكن رغم العراقيل فإنّ للمرأة دورا رياديا في بناء المجتمع وإن زخر تاريخنا ببطولات المرأة بدءا من “علّيسة” إلى “الكاهنة”، إلى “الجازية الهلالية” إلى “توحيدة بالشيخ”…. وصولا إلى بطلتنا ووزيرة السعادة التي أسعدتنا بساعديها وتجاوزت كل التحديّات ورفعت راية بلادها والمرأة التونسية عاليا “أنس جابر”.”

وجاء تنظيم هذه التظاهرة ببادرة من جمعية علوم و تراث بالقلعة الكبرى في اطار احتفالها بعيد المراة و بالذكرى 66 لصدور مجلة الاحوال الشخصية .

في تصريح لـ ” الصباح” قال رئيس جمعية علوم و تراث الأستاذ محمد علي بن عامر:”إن جمعيتنا تسعى من خلال احياء المناسبات و الذكريات الوطنية الخالدة إلى تعميق الوعي لدى أفراد المجتمع و بالخصوص المرأة و الشباب بأهمية الانجازات و المكاسب التي حققتها دولة الاستقلال وضرورة الحفاظ عليها و دعمها حتى نرتقي إلى مصاف الأمم الراقية و في هذا الإطار نضمت جمعيتنا ندوة ”المرأة…تحديات وانجازات”.

وقد اشتملت هذه التظاهرة على معرض الفن التشكيلي للرسمات :يسر محمود شاشية (بني خلاد) و وفاء بورخيص(حمام سوسة)   وسنية خليفة وإيمان ابن الحاج (القلعة الكبرى)وقراءات شعرية للشعراء :محمد علي بن عامر و ناجح شواري                    (القلعة الكبرى)وعائشة المؤدب(سيدي بوعلي) وكانت الفقرة الموسيقية بإمضاء نادي الموسيقية بدار الثقافة بالمدينة.

وتضمنت التظاهرة منبر حوار بعنوان ”المرأة…تحديات وانجازات” بمشاركة السيدات: يسر محمود شاشية (فنانة تشكيلية متعددة الاختصاصات)وألفة محجوب (باعثة اكادمية المجد),جميلة الفقيه فرج(معلمة متقاعدة و مديرة اكادمية النخبة),دلندة بن ساسي(مديرة مركز النهوض بالمعاقين) ودلالة جاء بالله (مديرة مركز تكوين مختص في الموسيقى) حيث قدمن تجاربهن الشخصية في تجاوز الصعوبات والعراقيل وخوض غمار الحياة المهنية بكل ثقة و ثبات .”

ودار بالمناسبة نقاش مستفيض حول مكانة المرأة التونسية داخل المجتمع تم التأكيد على ضرورة مزيد الوعي بأهمية تكثيف الأنشطة المتصلة بقضايا المرأة الجديدة في الوقت الراهن.

وفي ذات السياق جددت منسقة التظاهرة إيمان ابن الحاج التأكيد على مزيد البحث والتعمق في قضايا المرأة-اجتماعيا واقتصاديا- في  الوقت الراهن ” ولكن ولئن تغنينا ببطولات نسائنا ماضيا أو حاضرا واحتفينا بمكتسبات نضالات المرأة التونسية، إلا أنّ الواقع مازال يشهد هنات و انتكاسات للحقوق… ونتذكر جيّدا العاملات اللواتي يلقين

حتفهن وهنّ في طريق العمل في

وتم في ختام التظاهرة التي تميزت بحضور عدة وجوه ناشطة في المجتمع المدني جهويا ومحليا إسناد شهادة شكر و تقديرالى المشاركات مع توجيه تحية خاصة إلى الهيئة المحلية للهلال الأحمر التونسي و نادي الموسيقى بدار الثقافة بالقلعة الكبرى.

 

                  *ينشر بالتزامن في صحيفة الصباح(السبت 27 أوت 2022)

 

 

 

Share This: