تونس بين الأمس واليوم

 

تونس بين الأمس واليوم

أ.محمد علي بن عامر

 

عهد قرطاج تباع وتشترى يا تونس مسكينة أنت التي من
 لم تكن تدري مصير المشترى عليسة لما اشترت بالثور أرضا
جناها من على الحكم استوى تاريخك يحكي خيانات بلا حصر
للنّهب و التنكيل واستشرى الأذى من ذلك الفتح العظيم تربّعوا
هل بدّل البايات عن فقر ثرا لو يشهد التاريخ عن مأساتها
 مأساة شعب بربريّ المنتهى دول على أنقاض أخرى كرّست
شعبها ساموه ويلات سوى حكامها فعلوا بها واستفعلوا في
لا ندّعي البطلان فيما قد جرى بالغزو و الإذلال ساموه الرّدى
عشنا احتلالا دائما طول المدى آثارنا تحكي الحقيقة كلها
فاليوم كالأمس الحزين على السواء ما بدّلت ثوراته أحوالنا
كل العيون الدّمع يروي ما جرى في موطني الأحزان قائمة وفي
 نحن الغباء بذاته متجسّما قالوا الغبا أزرى بنا قلنا بلى
قامت وحادت سيرها شقّ الخلا سخرية التاريخ منّا ثورة

 

من عهد نوح دون أدنى مستوى ضحكت شعوب الأرض من حكامنا
   قاد البلاء على هواه وما اهتدى هل تذكرون مثلث النّحس الذي
  وبهم بلغنا في العناء المنتهى كانوا نوادر لا مثيل لسخفها
بين الجوارب والحذاء وما درى منهم حكيم عاش فكرا حائرا
حتّى النّوادر فوق هذا المستوى أنّ الفكاهة حنكة ولباقة
جمع الحثالة والجهالة والقذى والمجلس المشهور في دستوره
في كلّ علم لا تفكّ له العرى قاد الحكومة سيّد متضلّع
ما فاز بالثورات معدوم الحجى إنّ الغباوة في الشعوب مصيبة
أولى الشيوخَ أمورَه واستدبرا إن قلت هذا الشعب قيه سذاجة
في ثورة لم يجن منها مجتنى فلأنّه حسب الربيع مربَّعا
 وبنوا لتونس مدرجا لا يرتقى بل هدّموا بدل البناء مكاسبا
وأساسه الأطماع والسقف هراء جدرانه الأوهام في عرصاته
 أوليت حلما كان ما كان جارى ياليت ما كانت لتونس ثورة

 

الجميل وينتهي هذا المسار إلى الوراء قد تصلح الأحوال في بلدي
 لولاه ماكنّا ولا كانت حيا لاتبخسوا الوطن الحبيب حقوقه
تبّا لهم سرقوا الحمار بما احتوى فالمترفون الفاعلون بأمرهم
فازداد هذا الشعب فقرا متقعا نشروا الفساد ليركموا ثرواتهم
  من شرّع الإرهاب افكا وافتراء من رحّل الأجيال من بلداتهم
دورا وعاثوا بالمدائن والقرى أبناؤنا سفكوا الدّماء ودمّروا
أهل التوحّش والرذيلة والأذى في سوريا التاريخ يشهد أنهم
أحرى بهم لكنّهم صالوا اللّضى لو يتقون الله في أوطانهم

Share This:

Leave a Reply