أدب

 

 

أدب

 

 

المرأة في اللغة (هل الأنثى هي الفرع 

 

لقد ظل الرجل يتأمل هذه المرأة التي هي جزء منه من أجل فهمها فوقع في اختلاط لا مخرج منه فطوى صفحة التأمل معلنا أن المرأة  لم تخلق لنفهمها وإنما خلقت لنحبها ونروّضها وتبتعد عن كل مايزيد في غموضها وقوّتها الكامنة فيها كمون النار في الكبريت وكانت أحسن وسيلة  اعتمدها الرجل هو تذكيره للغة وحرمانه المرأة من الكتابة وحبسها في الحكيّ الشفوي

  فما هي أسباب هذا التذكير اللغوي والانحياز للرجل على حساب الأنثى ؟ وماهو مفهوم تذكير  اللغة    وطرق الخروج من التحيّز؟ وهل تذكير اللغة خاصية مشتركة بين اللغات بما فيها اللغة              العربية ؟

إن اللغة العربية ينسحب عليها الأخرى حكم الذكورية ,فالضمير المذكر يسيطر عليها كسيطرته في اللغات الأخرى إذا التذكير هو الأصل  وهو الأكثر ولن يكون التذكير أصلا إلا إذا صار التأنيث فرعا ومن هنا فإن الفصاحة ترتبط بالتذكير , فنقول إن المرأة زوج فلان وليست زوجة فلان إن كنت تتحرى الفصاحة والأصالة , نرى أن تذكير المؤنث واسع جدا لأنه ردّ في الأصل كما يقول ” ابن متّى” في خصائصه وكما “عبد الحميد الكاتب ” من أنّ خير الكلام ما كان لفظه فحلا ومعناه بكرا فيذهب للرجل بذلك أخطر ما في اللغة “اللفظ” بينما يخص المرأة ب” المعنى “ الذي ليس له وجود أو قيمة إلا تحت مظلة اللفظ. إلا أننا لو أردنا إنصاف المرأة للزمنا أن نقلب قول “عبد الحميد الكاتب “ ونربط اللفظ بالأنثى والمعنى بالذكر وعندئذ سنجد أنفسنا أمام القول التالي :خير الكلام ماكان لفظه بكرا ومعناه ” فحلا ” وحتى لو أخذنا قول عبد الحميد الكاتب كما هو فإن بإمكاننا قراءته قراءة متحيزة للمرأة وذلك من خلال تركيز مناطق فاعل لأهمية المعنى وقيمته وتثمين اللفظ إلا أن في اللغة العربية منطقة محرّمة  تحرّم على المرأة وعلى غير العاقل والحيوان وهي خاصة بالمذكر العاقل فحسب والتي يقصد بها صيغة جمع المذكر السالم التي يشترط فيها أن تكون علم مذكر عاقل خال من تاء التأنيث الزائدة . والمراد بالعاقل أن يكون من جنس الآدميين والملائكة فيشمل المجنون الذي فقد عقله والطفل الصغير الذي لم يظهر أثر عقله بعد تلك قلعة  المذكر السالم أما الأنثى فلا يجوز لها الاقتراب من هذا الحق الذكوري الخاص(السالم) ويبقى مكانها المناسب هو (جمع  المؤنث السالم) إلا النجاة هنا امتهنوا  الذكر حيث سمح للمجنون والطفل وكذا الحيوان أن يشبه الانحياز غليه ونتجاوز للأنثى فيما يشبه الانحياز عنها فتحصها بقلعة لا يشاركها فيها إلا بنات جنسها بينما شرعت أبواب قلعة الرجل ليلجها من هبّ وتبّ .بل الأكثر من ذلك فإن هناك من المعطيات ماهو كفيل بتثبيت تأويل ذكورية اللغة إلى أبعد الحدود .فنحن إذا رجعنا إلى القرآن الكريم فإننا سنجد أنفسنا أمام سلسلة آيات تحطم الحدود تؤنث  المذكر كما تذكر المؤنث في السورة الواحدة وهذه بعض الأيات التي يتم التعامل فيها مع المذكر تعامل المؤنث ومع المؤنث تعامل المذكر: (جاءتها ريح عاصفُ) سورة يونس 22 (ولسليمان الريح عاصفة) سورة الأنبياء81 (فمنهم من هدى الله ومنهم من حفّت عليه الضلالة) سورة النحل 36( فريق هدى وفريقا حقّ عليهم الضلالة ) سورة الأعراف  30

ومواطن تأنيث المذكر أكثر من أن تحصى مثلا (وآلتفت الساق بالساق ) سورة القيامة 29

( قالت لهم رسلهم ) سورة إبراهيم 11وقد علّق الزّركشي على قول من يذهبون إلى تغليب التذكير والتأنيث غلب فيه التذكير لقوله تعالى ( والنخل باسقات)  ق11 وقوله ( أعجاز نخل خاوية ) الحاقة 7.فأنت مع جواز التذكير قال تعالى ( أعجاز نخل منقعر ) القمر 20 ومن ثمّ يصبح إثبات التاء احسن من تركها .ويصبح قول بعض اللغويين من ترجيح حذفها على إثباتها رأي فيه نظر كما يقول الزركشي .

وختاماإن الرجل جزء من المرأة بعد أن كانت جزءا منه أيام بدء الخليفة فالمرأة انبثقت من الرجل وعن طريق التوليد انبثاق الرجل  فيما بعد من المرأة فهما إذن متساويان .

إختيار وجمع وتصرف

محمد العلاني

من شيوخ التربية ‘إختصاص لغة عربية ‘

 

 

 

 

Share This: