ولد الشيخ وناس بن عامر بالقلعة الكبرى سنة 1912 م وتوفي سنة 1980 م وكان رحمه الله قد نشا في وسط عائلي محافظ يعلي من شان الدين والعلم والعمل . ولما حفظ القران ببلدته انس فيه قريبه الشيخ علي بن عامر احد شيوخ جامع الزيتونة إذاك والمشهور بين أبناء جيله بالعلم والزهادة استعدادا لمواصلة الدراسة فاصطحبه إلى الجامع الأعظم حيث تحصل على شهادة العالمية . ثم عاد إلى بلدته ليمارس مهنة التدريس وليناضل من اجل تحرير الوطن في فترة كانت البلاد التونسية ترزح فيه تحت نير الاستعمار. فتخرج على يديه جيل تربى على التعلق بالعلم والمعرفة وعلى التحلي بالأخلاق الحميدة وعلى الاعتقاد بان حب الوطن من الإيمان.
من رجال التعليم المرموقين ’عاطفي مرهف الإحساس ’ هام بوصف الحسن والجمال. أعطى الشعر الكلمة المنسابة والمعاني الغزلية الحالمة. جمع في إنتاجه الشعري بين القديم والحديث مضيفا بذلك حلة بديعة من الأحاسيس التونسية الأصيلة التي ميزت شعراء تونس عن غيرهم من شعراء المشرق. و من أهم ما كتب شاعرنا ديوان بعنوان :لا تعودي و هو نفس عنوان القصيدة التي كتبها في الشاعرة زبيدة البشير التي كانت مصدر إلهامه الشعري.
حسن بن البشير المزوغي ولد في مدينة القلعة الكبرى (سوسة – تونس) وتوفي في تونس (العاصمة) قضى حياته في تونس. تعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم في مسقط رأسه، ثم قصد تونس العاصمة والتحق بجامع الزيتونة عام 1873، ولكنه لم يكمل تعليمه، اعتمد على نفسه وأكب على الاطلاع وارتياد مجالس العلم، ومخالطة مشايخ وطلاب الزيتونة. اشتغل بالكتابة في الصحف والمجلات الوطنية، كما تولى الإشراف على إدارة بعض منها، وكان البايات الحسينيون من حكام تونس قد خصصوا له راتبًا يعيش عليه، لقاء مدائحه فيهم.