أرشيفات التصنيف: شؤون ثقافية

بمناسبة مائوية بلديتها ندوة علمية تهتم بتاريخ المحرس عبر العصور

بمناسبة مائوية بلديتها

ندوة علمية تهتم بتاريخ المحرس عبر العصور

 

المحرس – موقع القلعة / كتب حسن بن علي

نظمت بلدية المحرس –مؤخرا- ندوة علمية تاريخية بعنوان ” المحرس عبر العصور”  ذلك تزامنا مع احتفالات الجهة بمرور مائة عام على نشأة بلدية المحرس 21 فيفري 1921 غير أن جائحة كوفيد 19 أجلت موعد انعقاد هذه الندوة و بسعي حثيث من الدكتور محمد شنيور رئيس البلدية و أعضاء المجلس البلدي  تم الاتفاق مع ثلة من الأستاذة الجامعيين و الباحثين   على تنظيم هذه الندوة طيلة يومين أواخر الشهر الماضي بأحد النزل بالجهة   .

و في تصريح لصحيفة “الصباح ” أشار  الدكتور عادل بن يوسف (أستاذ التاريخ المعاصر والزمن الراهن بجامعة سوسة)  إلى أن “هذه الندوة  تضمنت جلستين علميتين، قُدّمت خلالها 12 مداخلة (باللغتين العربية و الفرنسية) باستخدام التقنيات الحديثة في العرض: صور ووثائق أرشيفية وعائلية أصلية غير منشورة على تقنية “Data Show. وقد خُصّصت الجلسة العلمية الأولى الموسومة “التراث المادي بالمحرس وجهتها عبر العصور” و التي ترأسها الأستاذ عبد اللطيف المرابط (العميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة والمدير الحالي لمخبر “اشتغال الأرض، التعمير وأنماط العيش في المغرب العربي في العصور القديمة والوسيطة ” بنفس الكلية) للفترتين القديمة والوسيطة. و توزعت المداخلات السّتّ كالآتي: د. عمّار عثمان (المتفقد الجهوي للتراث بجهة صفاقس) بورقة تحمل عنوان: “المشروع التونسي – البريطاني لدراسة وتنمية موقع يونقا” و د. نبيل بلمبروك (أستاذ التاريخ القديم بالمعهد الوطني للتراث) بورقة موسومة: “الآثار الرومانية بالمنطقة البلدية المحرس” و د. محمّد رياض الحمروني (أستاذ التاريخ القديم ونائب عميد كلّية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان) بورقة عن “أهمّية مصانع تمليح المنتجات السمكيّة بساحل المحرس” و د. جهاد الصويد (المتفقد الجهوي السابق بالمعهد الوطني للتراث والباحث في التاريخ الوسيط بنفس المعهد) بورقة تحمل عنوان: “زاوية سيدي بن سهلون” و د. سلمى اللافي  (عن كليّة الشريعة وأصول الدين) بورقة موسومة “سيدي بوعكّازين: دراسة تاريخية وأثرية” و د. محمّد اللواتي (باحث في التاريخ الحديث بفرع المعهد الوطنية للتراث/ بسوسة) بورقة حول “ماجل المحرس من خلال وثائق أرشيفية”.                                                                           

أمّا الجلسة العلمية الثانية فقد  ترأسها الأستاذ عبد الواحد المكني رئيس جامعة صفاقس، و قد خُصّصت للفترتين الحديثة والمعاصرة والتراث اللامادي   و تضمّنت ستّ مداخلات للأساتذة : د. عثمان البرهومي (أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس) بورقة تحمل عنوان: “التطّور الديمغرافي للمحرس خلال القرن 19” و د. حمّادي الدالي (أستاذ التاريخ الحديث بالمعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات بالمهدية) بورقة موسومة: “مشاركة المحَارْسِيَّة في حرب القرم” و أ. عبد الفتاح خليل (رئيس جمعية صيانة مدينة المحرس) بورقة عن “انتفاضة الرميلي بالمحرس سنة 1875” و د. محمّد الجربي (أستاذ التاريخ المعاصر و العميد السابق لكلّية الآداب بصفاقس والمختصّ في التاريخ البلدي) بورقة تحمل عنوان: “قراءة في المجالس البلدية بالمحرس بين 1957 و 1975″ والذي بالمناسبة أعلن عن قرب نشره لمؤلف خاصّ بالمؤسسة البلدية بمدينة المحرس (1921-1975) و د. عادل بن يوسف (أستاذ التاريخ المعاصر والزمن الراهن بجامعة سوسة) بيوغرافيا عن مناضل دستوري وشيوعي من الرعيل الأول أصيل المحرس ” حمادي بن زينة:  المناضل الوطنيّ المغيّب ( 1908-1963)” و د. الصغيّرة بن حميدة (باحثة في التراث اللامادي الخصّ بجزر قرقنة ومدرّسة بكلية الآداب بصفاقس) بورقة حول “التراث الغذائي بالمحرس في علاقة بالبحر””.

و أضاف الدكتور عادل بن يوسف قوله ” أن هذه الندوة على أهميتها شارك فيها عدد من الأستاذة الجامعيين و الباحثين و الطلبة و المثقفين من صفاقس و سوسة و تونس و القيروان و المهدية  وجربة و المحرس … و ستحرص لجنة التنظيم على نشر الورقات العلمية في مؤلّف جماعي رُصد له مبلغ من ميزانية البلدية على أن يكون جاهزا للتوزيع في نهاية شهر فيفري 2023 بمناسبة الذكرى 102 لنشأة بلدية المحرس .   

         وكانت  الفقرة التنشيطية  المصاحبة للندوة ذات طابع ثقافي وترفيهي حيث زار المشاركون معلمين هامين قدّم خلالها الأستاذ احمد الباهي عرضين مفصلين، أولهما عن حصن يونقة والخصوصيات المعمارية للقلعة والمحيط المجاور لها منذ عصور ما قبل التاريخ إلى الفترة الحالية و  سيتولى المعهد الوطني للتراث بالتعاون مع مؤسّسة بريطانية تنظيم حفريات بها خلال شهر سبتمبر القادم.  وثانيهما زيارة لزاوية عُنبسة بن خارجة المعروف باسم سيدي حمد عبسة (741م – 826م). قدّم خلاله نفس الأستاذ عرضا مفصّلا عن الخصائص المعمارية للزاوية التي بنيت خلال القر8م وصاحبها وعلاقته بالسلطة والفاعلين بالمحرس والمدن المجاورة لها من الخطر البيزنطي… الخ.كما  تحوّل إلى معرض النحات الموهوب، المتقاعد من مدرسة الفنون الجميلة بتونس، الأستاذ الهاشمي مرزوق (صاحب تصميم حصان الزعيم بورقيبة يوم عودته مظفرا بالاستقلال الداخلي لتونس في غرّة جوان 1955) لمعاينة آخر منتوجاته الفنية وإصداراته وكان قد تمّ تكريمه في آخر أشغال الندوة العلمية جزاء ما قدّمه للفنّ بتونس عامة وبمسقط رأسه، مدينة المحرس بصفة خاصة.”

وفي خاتمة تصريحه للصباح قال الدكتور عادل بن يوسف ” كانت هذه الندوة مناسبة مهمة لمزيد التعمق في التاريخ المحلي لمدينة المحرس حيث قدم المشاركون عدة مقترحات إلى رئيس المجلس البلدي بالمحرس وجمعية صيانة المدينة، تلخّصت

بالأساس في المطالبة بتخصيص نهج أو ساحة تحمل اسم حمّادي بن زينة زوج الدكتروة توحيدة بالشيخ (أول طبيبة تونسية).وقد وعد رئيس البلدية مشكورا بتلبية هذا الطلب في القريب العاجل وعرضه على أنظار المجلس البلدي. كما طالب احد الحضور أن يتمّ إرساء تقليد بالبحث حول تاريخ المحرس وجهتها كما حصل منذ التسعينات القرن الماضي بتنظيم المهرجان دولي للفنون التشكيلية بالمدينة. كما تمّ تكريم كل المشاركين في الندوة وأعضاء المجلس البلدي المكلفين بالسهر على تنظيم المائوية وبعض الرؤساء والمستشارين القدامى للمجلس البلدي.”

 

  * ينشر بالتزامن في صحيفة الصباح ( السبت 13 اوت 2022)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                               

 

 

 

Share This:

مثقفون و إعلاميون يتطارحون علاقة التونسي بالكتاب زمن الثورة الرقمية

القلعة الكبرى تحتفي بمبدعيها

مثقفون و إعلاميون يتطارحون علاقة التونسي بالكتاب زمن الثورة الرقمية

*القلعة الكبرى-موقع القلعة/كتب حسن بن علي

نادى المشاركون في منبر حوار بعنوان ” علاقة التونسي بالكتاب ” نظمته جمعية علوم وتراث بالقلعة الكبرى مساء السبت 23 جويلية     2022 بدار الثقافة بالمكان إلى ضرورة بعث مرصد وطني للكتاب   و مركز للبحوث و الدراسات يعتني بقضايا الكتاب التونسي إنتاجا  توزيعا و يهتم بدراسة العوامل التربوية والاجتماعية و الاقتصادية  و الثقافية المتحكمة في تنميته و ترويجه .  هذا إلى جانب التأكيد على  ضرورة العمل على بعث فضاءات خاصة بالسفارات و القنصليات تهتم بعرض الكتاب التونسي و التعريف به على أوسع نطاق تحت إشراف الملحقين الثقافيين .

وكذلك احياء سنة الترغيب في الكتاب ضمن حصص تعنى بالترغيب في المطالعة في برامج التربية و التعليم .و دعا المشاركون إلى  تعزيز البرامج و الحوارات الإعلامية حول الإصدارات الجديدة و التعريف بالمبدعين في مجالات العلم و الفكر و الثقافة . و تطوير الفضاءات المخصصة للمعارض الوطنية للكتاب و تجهيزها بالمعدات الحديثة .

و العناية  برقمنة الكتاب التونسي في شتى المجالات و ترويجه على شبكات التواصل الاجتماعي و العمل على توسيع شبكة جمعيات أحباء المكتبة و الكتاب داخل الجمهورية .

و لدى إشرافه على هذا اللقاء الفكري شدد رئيس الجمعية التونسية للدراسات الصوفية الدكتور توفيق بن عامر على أهمية مثل هذه اللقاءات التي تعنى بقضايا الكتاب نشرا و ترويجا مثمنا مجهودات المشرفين على جمعية علوم و تراث و حرصهم الدؤوب على مواصلة العمل الثقافي الجاد بما يساهم في تطوير المجتمع نحو الأفضل .

وشارك في هذا اللقاء عدد من المثقفين و الاعلاميين و المبدعين من أبناء الجهة  على غرار الأستاذ الطاهر القزاح “رئيس المكتب الجهوي للتربية و الأسرة بسوسة”

و رئيسة فرع اتحاد الكتاب التونسيين بسوسة الشاعرة عائشة المؤدب(من سيدي بوعلي) و الرسامة وفاء بو رخيص (من حمام سوسة) و الصحفي محمد علي بن الصغير و الشاعر أنور بن حسين … و قد ناقش هؤلاء عدة مسائل تتصل بعلاقة الأسرة التونسية بالكتاب و بمستقبل الكتاب و الصحافة الورقية و مختلف المنشورات في ظل الثورة الرقمية التي غزت مختلف  المجالات و حولت دول العالم إلى قرية كونية.

وجاء تنظيم هذا اللقاء الفكري  في إطار تظاهرة ” قلعة الإبداع ‘ التي نظمتها جمعية علوم وتراث بالقلعة الكبرى في إطار سعيها المتواصل  لتكريم المبدعين و تثمين أعمالهم و التعريف بها لدى الجمهور  وتم بالمناسبة  إقامة معرض جماعي للفن التشكيلي بمشاركة الرسامين محمد الزواري و سنية خليفة حرم الحاج مبارك  و سمير شوشان و إيمان ابن الحاج حرم السايب و محمد القزاح . كما تضمنت تظاهرة ” قلعة الإبداع ” حفل تقديم الإصدارات الجديدة لثلة من مبدعي المدينة ففي مجال الكتاب العلمي  قام الأستاذ لطفي الشوري بتقديم كتاب ” عدم الإنجاب و معالجته ” للدكتور شرف الدين بن رجب

و في مجال الكتاب الأدبي قامت السيدة إيمان ابن الحاج حرم السايب بتقديم رواية

” نها بدا ”  للكاتبة رانية الحمامي.

و قدم الشاعر أنور بن حسين ديوان “و كأن قلبي كربلاء ” للشاعر ناجح شواري و تولى الأستاذ محمد علي بن الصغير تقديم رواية “سيد أحمد الكبير ” لصاحبها الكاتب و الفنان التشكيلي محمد القزاح . وقدم  الكاتب الصحفي محمد علي خليفة المجموعة الشعرية السادسة ” المستبدة بأنوثتها” للشاعر السيد بوفايد . و في باب الاحتفاء بالكتاب التوثيقي قدم الأستاذ محمد علي بن عامر قراءة لكتاب الأستاذ محمد جلال بن سعد بعنوان ” بلدية القلعة الكبرى مائة عام من العمل و الأمل ” وكان مسك الختام لهذا الحفل مع تلاوة الورقة التي أعدها الدكتور عادل بن يوسف حول الكتاب التكريمي الذي أصدره مجمع افريقية للدراسات و التوثيق و النشر بتونس سنة2021 تحت عنوان ” الدكتور توفيق بن عامر المفكر و الولي” .

و في خاتمة هذه التظاهرة الثقافية تولت جمعية علوم و تراث بالقلعة الكبرى إسناد شهادات شكر و تقدير إلى  المشاركين في المعرض الجماعي للفن التشكيلي و في حفل تقديم الإصدارات الجديدة لمبدعي المدينة .

*ينشر بالتزامن في صحيفة الصباح (الأحد 31 جويلية 2022)

Share This:

مقال للباحث هشام البدراني -النايلوت بين الأصالة والحداثة في الموسيقى العربية

النايلوت بين الأصالة والحداثة في الموسيقى العربية

أ. هشام البدراني

 تمهيد

إن الحديث عن ثنائية الأصالة والحداثة في الموسيقى العربية أمر في غاية العمومية والشمولية، وهو ما قد يؤدي إلى جدل حول هذه الثنائية على أساس أن إحداهما تنفي الأخرى أو أنها ثنائية تضاد وتقابل، وكأننا أمام تأويل يرى في الأصالة تمجيدا للموروث، وأن الحداثة انسلاخ عنه، في حين أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث عن الحداثة دون المرور عبر مسالك الثقافة التي تنتمي إليها الشعوب، وإن عملية التجديد والابتكار والابداع لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال النقد والتمحيص والحفر داخل ثقافة هذه الشعوب ذاتها.

المقال الكامل  للباحث هشام البدراني -النايلوت بين الأصالة والحداثة في الموسيقى العربي

متابعة قراءة مقال للباحث هشام البدراني -النايلوت بين الأصالة والحداثة في الموسيقى العربية

Share This:

الإنتـاج الغنـائي في تونـس: مـسـيـرة ومحـطــات

الإنتـاج الغنـائي في تونـس: مـسـيـرة ومحـطــات

 

بقلم:الأستاذ فتحي زغندة

( مدير إدارة الموسيقى بوزارة الثقافة سابقا)

لقد اخترنا أن يقتصر هذا المقال على الأغنية، باعتبار أن الإنتاج الموسيقي في تونس – كما في سائر البلدان العربية – كاد ينحصر في هذا لشكل، حيث تحتلّ الأغنية حيّزا هامّا في ما يروّج في الحفلات العامّة والخاصة وعن طريق قنوات البثّ كالإذاعة والتلفزيون وعبر مختلف المحامل السمعية البصرية التي عرفت تطوّرا مذهلا خلال العقود الماضية.

وهذه “الهيمنة” المطلقة للأغنية ليست بالحديثة، بل هي ظاهرة موروثة عن تقاليد عربية ضاربة جذورها في أعماق التاريخ، فمنذ الجاهلية ارتبطت الموسيقى بالغناء والترنّم بالأشعار.

متابعة قراءة الإنتـاج الغنـائي في تونـس: مـسـيـرة ومحـطــات

Share This:

الأستاذ الطاهر الصانع

الأستاذ الطاهر الصانع: مسيرة مربّي ومسؤول ثقافي وحزبي بجهة الساحل

د. عادل بن يوسف

– صورة 1: الطاهر الصانع بمدرسة ترشيح المعلمين بتونس خلال شهر جانفي 1951.

مقدمة:

من خلال أبحاثنا حول تاريخ النخب الوطنية (بِشِقَّيْهَا التقليدي العصري) والتاريخ الجهوي والمحلّي تبيّن لنا بما لا يدعو إلى الشكّ الأهميّة البالغة التي تحتلتها جهة الساحل التونسي في عديد المجالات. فبحكم ثقل وزنها التاريخي والديمغرافي وانفتاحها على الفضاء الداخلي والعالم الخارجي، كان حتميّا أن تلعب هذه الجهة دورا، إن لم نقل أدوارا هامة على الصعيد الوطني في أكثر من ميدان.

وتعدّ الشخصيّات المحليّة التي طبعت الحياة العامة وكان لها إشعاعا وتأثيرا جهويا ووطنيا منذ أواخر الفترة الاستعمارية ومطلع الاستقلال عديدة ولا حصر لها. ومن بين هذه الشخصيات يمكن ذكر المربّي والوجه الثقافي والمسؤول البلدي والحزبي، الأستاذ والمناضل الطاهر الصانع الذي طبع الحياة المدرسية والبلدية والثقافية والحزبية بجهة الساحل طيلة قرابة نصف قرن منذ أواخر الفترة الاستعمارية إلى منتصف التسعينات.

متابعة قراءة الأستاذ الطاهر الصانع

Share This:

الرؤى في الإبداع التشكيلي التونسي من النشأة إلى الإستقلال

 

الأساليب التشكيلية لدى الرواد (الصالون التونسي):

الخصائص والتفرد

كريمة بن سعد) باحثة دكتورا في الفنون المرئية(

 

إذا أردنا الحديث عن الريادة في الفن التشكيلي التونسي، فلابد من العودة إلى أعمال الرواد لتبين خصوصياتها ومرجعياتها وتفردها لكن الأمر أصعب مما يتصوره الجميع. قد يبدو الأمر سهلا وسلسا على معاصري تلك الفترة من تاريخ الفن التشكيلي بتونس، لكن ذلك يصبح أعسر الأمور على غيرهم، أولا بسبب تشتت أعمال الرواد بين مخازن وزارة الثقافة المنسية وبين الخواص الذين يلجؤون  من حين إلى آخر إلى بيع النسخة والاحتفاظ بالأصل، وثانيا بسبب غياب أرشفة لعدد هام من هذه الأعمال، وحتى في حال أرشفتها فإن غالبية الكتب التي ضمتها بعضها  أكلها الغبار والرطوبة، أو مفقودة، وفي حال توفرها تكون مسألة الإطلاع عليها أعسر الأمور. جميع هذه الظروف تجعل مسألة البحث في تاريخ الفن التشكيلي التونسي قبل الاستقلال أمرا ليس بالهين أو اليسير وهذا يحد من تفرد قراءتنا له ويجعل أغلب القراءات تتقارب وتتشابه  و لأن المراجع محدودة .

متابعة قراءة الرؤى في الإبداع التشكيلي التونسي من النشأة إلى الإستقلال

Share This:

عرس في مقهى

bouf

محمد بوفارس

 

عرس في مقهى

 

الاهداء:الى رافع راية العقول الواعية ..الى حماري العزيز في ثوبه الاحمر القاني كراقصة شرقية…

جلست في زاوية من زوايا المقهى العالية ووضعت كتابي المرافق ..وجريدتي اليومية وأوراقي وقلمي …وفتحت كتابي “حماري العاشق على الطاولة اتصفحه في انتظار قدوم النادل…

جاءني وبيده طبق خفيف المحمل ومنديل …وهمس لي :

متابعة قراءة عرس في مقهى

Share This:

خواطر و رأي في الثقافة بتونس

خواطر و رأي في الثقافة بتونس

تعاني فنون الثقافة في مجملها من هنات ومشاكل جمة منذ بعيد . الحكومات في نظر الأنظمة الحاكمة بمجتمعاتنا ترف ومن الكماليات فالأولوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية قبل التنمية الثقافية التي لا تكاد تحظى إلا بالنذر القليل من الميزانيات المرصودة ذلك النذر الضئيل يجزأ لدعم التظاهرات الكبرى كالمهرجانات والإنتاج الدرامي والسينمائي والموسيقي بينما تنال الأنشطة التكوينية في نوادي الاختصاص و الجمعيات الثقافية وغيرها إلا فتاتا لا يسمن ولا يغني من جوع . أما الجمعيات الهاوية فحدث ولا حرج فالكم الهائل منها والذي يعد بالآلاف لا يحس له حس ولا يسمع له رنين’ كذلك الإنتاج المقروء واعني به الكتب والصحف والمجلات فهو يعاني إلي حد الإفلاس. منا الكلفة المشطة في المعدات والآليات لا الدعم الخاص ولا العام بقادر على دفع العمل الثقافي ليضطلع بدوره المنوط به  ونقترح :

1) دعم ميزانية وزارة الثقافة والتركيز على اللامركزية الثقافية

2) جعل التنمية الثقافية في صلب العملية التنموية الوطنية وتجاوز مجرد اعتبارها تسلية وترفيه ا

3) تدعيم العمل ألجمعياتي بحسب برامجها ومستوى نشاطها المنجز خاصة الذي يتميز نشاطها بصلة مباشرة مع خصوصيات الوزارة كتنظيم الندوات واللقاءات العلمية والمحافظة على التراث ومن خلال تصدره من كتب توثقيه لهذه اللقاءات إلى جانب دعم المجلات النشريات التي تصدر عن هذه الجمعيات

4) العمل على دعم دور الثقافة وإحداث مجالس علمية لها تقوم بمساعدة مدير المؤسسة على تصور البرمجة تكون من الأساتذة ونواب عن الجمعيات وعن بلدية المكان مع ضرورة مراجعة التجهيزات وتعهدها

5) مزيد العمل على تحسين العلاقة بين الإعلام والثقافة والتعريف بالهوية الثقافية وواقع الثقافة والمثقف التونسي

6) دعم ميزانيات المندوبيات الجهوية للثقافة وما نسجله في هذا الباب ما تحظى به الجمعيات الثقافية من دعم مادي ومعنوي من مندوبية سوسة والتميز القائم عليها بدماثة الأخلاق وحسن التعامل نشكر تعاونه وننتظر من السيد الوزير الكثير الكثير من الدعم مع تمنياتنا له بالتوفيق والنجاح

 

أسرة جمعية علوم و تراث

Share This:

معهد العالم العربي بباريس ثقل التأثير الغربي ينهك التوجهات العربية…!

sans-titreمهدي غلاّب  كاتب و تشكيلي تونسي – باريس

لما تضع قدماك في ساحة محمد الخامس وسط باريس العتيقة غير بعيد عن مسجد باريس الكبير

تجذبكً   لوجهة المتفردة و يجلبك البناء الفتان المتمدد على حافة نهر السان الزارع حيويته في المحيط القريب  ، لتحس انك  مقسوم  و مهزوم اذ تلفك الحضارة الفرنسية الكلاسيكية الراقية  بمعمارها الفتان من جهة  في حين يسكنك الهاجس العربي من الداخل ، فترتمي في الحضن عند اول عناق و يحملك الحنين و تاخذك العواطف منجزنا

 فتاتي على الشرابيات الجميلة  المنصوبة  بعناية تتفحصها و الاقواس الجميلة الشرقية الراقية التي يتوسطها الفناء  تتفقدها و الاعمدة العريضة الثابتة  بالبناية تتلمسها تيمنا و تذكرا للمخيال و الملاحم في عصور الازدهار  العربي من الماضي البعيد  كالعصرين العباسي و الاموي .

هذه  البناية واقفة طويلة عريضة تتربع على مشهد ثقافي غير متجانس تحاول ترسيخ الذات العربية و تفريخ العنصر الثقافي و الحضاري العريق لزمن ولّى

إذ  شكّل هذا التشييد  ثمار منعرج هام في اعادة الاعتبار للشخصية العربية  التي وقفت جنبا الى جنب مع الامّة الفرنسية في القرن الماضي اثناء حروبها ضد  النازية ابان الحربين العالميتين  الاولى و الثانية  فما كان من فرنسا الا رد الاعتبار و اعلاء الشأن و تأكيد الصفقة الطابع ،  فقام الرءيس الفرنسي  الاسبق الراحل فرانسوا ميتران بتاسيس معهدالعالم العربي سنة 1987 بالتعاون مع بعض الدول العربية الخليجية

لكن الحقيقة الخدعة انطلت عليهم اي العرب   فسارعو  بتفعيل  عضويتهم بهذه المؤسسة الفرنسية اصلا  و دعموها

و باركوا تأسيسها  آملين ان يقلل  حضورها من  طغيان المشهد الثقافي ” الحضاري المسيحي” الحاد الغالب على طبعه العصرنة و المدنيه الغربية .فكانت النتيجة عكسية و مع مرور الايام ركب  المحتوى  المحشو  على البناء وغلب المضمون  الشكل حتى فككه و محاه من الاذهان فبقيت البناية شاهقة جميلة نصف عربية  ساحرة جوفاء -الاّ من مؤثرات و مخططات فعّلوها لاذابة الروح الأصيلة   – و نهر السان يجري من جنبها ،  الجسد عربي مرمي في قالب غربي متحول سريع منتظم متشابك الاطراف مقدود البنيان المربعة المدقوقة بعناية و الروح غربية لاذعة حتى لتكاد تلفظ كل عربي صالح  جاب الهيكل و دخل الصرح وًجال فيه و تخرجه من ملته و تقتل فيه كل ذرة شرقية اذ التعامل داخله مع الموظفين الفرنسيين  بغير اللغة العربية طبعا و النصوص و المنشورات العربية الحاضرة تتقلص يوما بعد يوم تاركة المجال لمؤلفات فرنسية من روايات

و نصوص متعددة نقديه و فكرية

و فلسفية و اضافة الى ان  المديرالحالي  لهذا الصرح الثقافي هوالفرنسي جاك لانق الذي شغل منصب وزير الثقافة في عهد الحكومة الاشتراكيه السابقة قبيل فترة حكم ساركوزي  وهو لمن   داعمي الفرونكوفونية ، و بهذا تكتمل خيوط الرواية و يتضح البعد التغييبي لمشهد وجب ان يكون حاضرا باطراد و يساهم في انعاش الحركة الفكرية و تحقيق التوازن و لمّ شمل المثقفين و المفكرين في المهجر حتى يعدوا لبلدانهم الاصليه ثمارا صالحة لتغيير و رقي و الواقع ان هذا التهميش ياتي كذلك بعد ليّ الذراع

و تطويع بعض المفكّرين العرب و اغراءهم للاقبال على الفرنسة و تمجيدها

و توطيدها في الذات العربية الضعيفة  الهشة اصلا خاصة بعد تخلي بعض الدول الداعمة و المؤثرة في المشهد عن دورها الذي كان طلاءعيا في الثمانينات

و الكتاب العرب المتوافدين عليه لمدعوون للكتابة بالفرنسية و الاندماج خسارة اخرى لصفنا و نكسة لمقاماتنا في الغرب ان نرى معهد العالم العربي يتقد حيوية بالفرنسية وًيسوق منسوجاتنا الفكرية بالفرنسية و يعرض جمالياتنا بالفرنسية و يقلب لسانياتنا الى الفرنسية ، افلا يكون الاجدر ان نسمي الصرح معهد العالم التفرنيسي لارتحنا هكذا  و خرجنا من جلودنا وًنسينا كل نهضة

Mehdi.ghalleb@icloud.comالبريد الالكتروني:

 

مهدي غلاّب  كاتب و تشكيلي تونسي – باريس

Share This: