بمناسبة مائوية بلديتها
ندوة علمية تهتم بتاريخ المحرس عبر العصور
المحرس – موقع القلعة / كتب حسن بن علي
نظمت بلدية المحرس –مؤخرا- ندوة علمية تاريخية بعنوان ” المحرس عبر العصور” ذلك تزامنا مع احتفالات الجهة بمرور مائة عام على نشأة بلدية المحرس 21 فيفري 1921 غير أن جائحة كوفيد 19 أجلت موعد انعقاد هذه الندوة و بسعي حثيث من الدكتور محمد شنيور رئيس البلدية و أعضاء المجلس البلدي تم الاتفاق مع ثلة من الأستاذة الجامعيين و الباحثين على تنظيم هذه الندوة طيلة يومين أواخر الشهر الماضي بأحد النزل بالجهة .
و في تصريح لصحيفة “الصباح ” أشار الدكتور عادل بن يوسف (أستاذ التاريخ المعاصر والزمن الراهن بجامعة سوسة) إلى أن “هذه الندوة تضمنت جلستين علميتين، قُدّمت خلالها 12 مداخلة (باللغتين العربية و الفرنسية) باستخدام التقنيات الحديثة في العرض: صور ووثائق أرشيفية وعائلية أصلية غير منشورة على تقنية “Data Show“. وقد خُصّصت الجلسة العلمية الأولى الموسومة “التراث المادي بالمحرس وجهتها عبر العصور” و التي ترأسها الأستاذ عبد اللطيف المرابط (العميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة والمدير الحالي لمخبر “اشتغال الأرض، التعمير وأنماط العيش في المغرب العربي في العصور القديمة والوسيطة ” بنفس الكلية) للفترتين القديمة والوسيطة. و توزعت المداخلات السّتّ كالآتي: د. عمّار عثمان (المتفقد الجهوي للتراث بجهة صفاقس) بورقة تحمل عنوان: “المشروع التونسي – البريطاني لدراسة وتنمية موقع يونقا” و د. نبيل بلمبروك (أستاذ التاريخ القديم بالمعهد الوطني للتراث) بورقة موسومة: “الآثار الرومانية بالمنطقة البلدية المحرس” و د. محمّد رياض الحمروني (أستاذ التاريخ القديم ونائب عميد كلّية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان) بورقة عن “أهمّية مصانع تمليح المنتجات السمكيّة بساحل المحرس” و د. جهاد الصويد (المتفقد الجهوي السابق بالمعهد الوطني للتراث والباحث في التاريخ الوسيط بنفس المعهد) بورقة تحمل عنوان: “زاوية سيدي بن سهلون” و د. سلمى اللافي (عن كليّة الشريعة وأصول الدين) بورقة موسومة “سيدي بوعكّازين: دراسة تاريخية وأثرية” و د. محمّد اللواتي (باحث في التاريخ الحديث بفرع المعهد الوطنية للتراث/ بسوسة) بورقة حول “ماجل المحرس من خلال وثائق أرشيفية”.
أمّا الجلسة العلمية الثانية فقد ترأسها الأستاذ عبد الواحد المكني رئيس جامعة صفاقس، و قد خُصّصت للفترتين الحديثة والمعاصرة والتراث اللامادي و تضمّنت ستّ مداخلات للأساتذة : د. عثمان البرهومي (أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس) بورقة تحمل عنوان: “التطّور الديمغرافي للمحرس خلال القرن 19” و د. حمّادي الدالي (أستاذ التاريخ الحديث بالمعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات بالمهدية) بورقة موسومة: “مشاركة المحَارْسِيَّة في حرب القرم” و أ. عبد الفتاح خليل (رئيس جمعية صيانة مدينة المحرس) بورقة عن “انتفاضة الرميلي بالمحرس سنة 1875” و د. محمّد الجربي (أستاذ التاريخ المعاصر و العميد السابق لكلّية الآداب بصفاقس والمختصّ في التاريخ البلدي) بورقة تحمل عنوان: “قراءة في المجالس البلدية بالمحرس بين 1957 و 1975″ والذي بالمناسبة أعلن عن قرب نشره لمؤلف خاصّ بالمؤسسة البلدية بمدينة المحرس (1921-1975) و د. عادل بن يوسف (أستاذ التاريخ المعاصر والزمن الراهن بجامعة سوسة) بيوغرافيا عن مناضل دستوري وشيوعي من الرعيل الأول أصيل المحرس ” حمادي بن زينة: المناضل الوطنيّ المغيّب ( 1908-1963)” و د. الصغيّرة بن حميدة (باحثة في التراث اللامادي الخصّ بجزر قرقنة ومدرّسة بكلية الآداب بصفاقس) بورقة حول “التراث الغذائي بالمحرس في علاقة بالبحر””.
و أضاف الدكتور عادل بن يوسف قوله ” أن هذه الندوة على أهميتها شارك فيها عدد من الأستاذة الجامعيين و الباحثين و الطلبة و المثقفين من صفاقس و سوسة و تونس و القيروان و المهدية وجربة و المحرس … و ستحرص لجنة التنظيم على نشر الورقات العلمية في مؤلّف جماعي رُصد له مبلغ من ميزانية البلدية على أن يكون جاهزا للتوزيع في نهاية شهر فيفري 2023 بمناسبة الذكرى 102 لنشأة بلدية المحرس .
وكانت الفقرة التنشيطية المصاحبة للندوة ذات طابع ثقافي وترفيهي حيث زار المشاركون معلمين هامين قدّم خلالها الأستاذ احمد الباهي عرضين مفصلين، أولهما عن حصن يونقة والخصوصيات المعمارية للقلعة والمحيط المجاور لها منذ عصور ما قبل التاريخ إلى الفترة الحالية و سيتولى المعهد الوطني للتراث بالتعاون مع مؤسّسة بريطانية تنظيم حفريات بها خلال شهر سبتمبر القادم. وثانيهما زيارة لزاوية عُنبسة بن خارجة المعروف باسم سيدي حمد عبسة (741م – 826م). قدّم خلاله نفس الأستاذ عرضا مفصّلا عن الخصائص المعمارية للزاوية التي بنيت خلال القر8م وصاحبها وعلاقته بالسلطة والفاعلين بالمحرس والمدن المجاورة لها من الخطر البيزنطي… الخ.كما تحوّل إلى معرض النحات الموهوب، المتقاعد من مدرسة الفنون الجميلة بتونس، الأستاذ الهاشمي مرزوق (صاحب تصميم حصان الزعيم بورقيبة يوم عودته مظفرا بالاستقلال الداخلي لتونس في غرّة جوان 1955) لمعاينة آخر منتوجاته الفنية وإصداراته وكان قد تمّ تكريمه في آخر أشغال الندوة العلمية جزاء ما قدّمه للفنّ بتونس عامة وبمسقط رأسه، مدينة المحرس بصفة خاصة.”
وفي خاتمة تصريحه للصباح قال الدكتور عادل بن يوسف ” كانت هذه الندوة مناسبة مهمة لمزيد التعمق في التاريخ المحلي لمدينة المحرس حيث قدم المشاركون عدة مقترحات إلى رئيس المجلس البلدي بالمحرس وجمعية صيانة المدينة، تلخّصت
بالأساس في المطالبة بتخصيص نهج أو ساحة تحمل اسم حمّادي بن زينة زوج الدكتروة توحيدة بالشيخ (أول طبيبة تونسية).وقد وعد رئيس البلدية مشكورا بتلبية هذا الطلب في القريب العاجل وعرضه على أنظار المجلس البلدي. كما طالب احد الحضور أن يتمّ إرساء تقليد بالبحث حول تاريخ المحرس وجهتها كما حصل منذ التسعينات القرن الماضي بتنظيم المهرجان دولي للفنون التشكيلية بالمدينة. كما تمّ تكريم كل المشاركين في الندوة وأعضاء المجلس البلدي المكلفين بالسهر على تنظيم المائوية وبعض الرؤساء والمستشارين القدامى للمجلس البلدي.”
* ينشر بالتزامن في صحيفة الصباح ( السبت 13 اوت 2022)